بحث عن أهمية القراءة

القراءة هي غذاء العقل الذي لا يمكن أن ينمو من غيره، فكما نحتاج إلى تناول الأطعمة كي نبقى على قيد الحياة تحتاج عقولنا إلى استكشاف المعلومات الجديدة والاطلاع على آفاق مختلفة حتى نصبح أكثر وعيًا وإدراكًا للعالم من حولنا، ولا يمكن اعتبار القراءة مجرد هواية عابرة ولكنها ضرورة من ضرورات الحياة للبشر في كل مراحلهم العمرية.

أهمية القراءة

تعتبر القراءة كنز من كنوز الحياة فهي ليست مجرد عادة أو هواية يقوم بها البعض ويقصر بها البعض الأخر، فالقراءة لها أهمية كبرى في حياتنا، حيث:

• تساعد القراءة على اكتساب العديد من المعلومات الجديدة في مختلف المجالات، فهي أول طريق العلم الذي يجب أن يسلكه أي شخص سواء كان يرغب في اتخاذ النمط التقليدي في التعلم أو إنه يرغب في زيادة معلوماته العامة.
• كما تساعد القراءة على تنمية المستوى اللغوي لدى القارئ بشكل كبير حيث إنه يكتسب مفردات وتعبيرات جديدة حتى إذا كان يقرأ بلغته الأساسية، فاللغات لا حد لها وتتغير باختلاف الزمان والمكان.
• بالطبع لكل إنسان عقل واحد ولكن القراءة تجعلنا نطلع على طريقة تفكير الأدباء والفلاسفة ورجال الدين ونفكر في الأمور بطريقتهم من خلال معرفتنا بأعمالهم الأدبية وطريقة التفكير الخاصة بهم، فالقارئ لا يعتمد فقط على خبرته الخاصة والمواقف التي تعرض لها وحده، ولكنه يوازن الأمور ويفكر دائمًا من زاوية مختلفة عن الآخرين.
• تساعد القراءة على اكتشاف الإنسان لنفسه ومواهبه وهواياته وتمكنه من معرفة قدراته أيضًا.
• تعتبر القراءة مثل آلة الزمن التي تأخذ الفرد إلى حضارات وبلاد أخرى لم يقم بزيارتها يومًا ليتعرف على عادات شعوبها وطبيعتها كأنه يراها أمام عينيه.
• تعتبر القراءة المفتاح الأساسي الذي يساعد على تنمية مهارة الكتابة لدى أي شخص وذلك بسبب اكتساب المفردات الجديدة والاستفادة من مهارات الشعراء والأدباء.

أهمية القراءة للعقل

تعتبر القراءة من العادات الصحية التي تعود بالنفع على العقل البشري بشكل ملحوظ وتحسن من صحته بوجه عام، وذلك من خلال ما يلي:

• تعمل القراءة على تشكيل عقل الإنسان وتوسيع مداركه بشكل كبير، حيث يطلع الإنسان على ثقافات أخرى ويمر بكم كبير من التجارب والقصص والمعلومات فقط من خلال قراءة الكتب والأعمال الأدبية.
• تعمل القراءة بشكل مباشر على تحفيز عقل الإنسان وزيادة نشاطه بشكل ملحوظ حيث إنها عملية اطلاع يستخدم فيها الإنسان التفكير والنقد والخيال وهو ما يزيد من قدرة العقل البشري.
• القراءة وسيلة من وسائل الترفيه المفيدة، فهي تساعد على التخلص من الضغوطات وإيقاف التفكير بها وفي نفس الوقت يستفيد الإنسان باكتساب معلومات جديدة.
• تساعد القراءة على تهذيب النفس والتخلص من العادات السيئة التي يفعلها الإنسان باستمرار وذلك لوجود العديد من الكتب التي تساعد على تطوير الذات واكتشاف أعماق النفس.
• تزيد القراءة من القدرة الإبداعية لدى الأشخاص وذلك نتيجة اطلاع القارئ على العديد من الأفكار المختلفة والمتناقضة أيضًا مما يسمح بفتح آفاق جديدة تساعد على تغيير العالم أجمع.
• إن القراءة من الأنشطة التي تساعد على زيادة التركيز وتحسين الذاكرة خاصة عند قراءة الكتب والأعمال الأدبية المفيدة التي تركز على ربط المعلومات بطريقة سلسلة.

أهمية القراءة وتأثيرها على المجتمع

إن أهمية القراءة وتأثيرها لا يعود على القارئ فقط، ولكنه يعود على المجتمع بأكمله ويساهم في بناءه بشكل كبير:

• الحد من الجهل: الشعوب التي تقرأ ينخفض بها معدل الجهل بشكل كبير، وتكون أكثر حرصًا على العلم.
• الحد من الفساد: لا ينتشر الفساد في المجتمعات نتيجة الضعف فقط، ولكن السبب الأساسي له هو انتشار الجهل الذي يمكن القضاء عليه بسهولة من خلال القراءة، ومن ثم يعلم الإنسان حقوقه وواجباته.
• ارتقاء المجتمع: المجتمع الذي يقرأ يفكر دائمًا في المصلحة العامة ويهتم بالأخلاقيات الأساسية ويكون مجتمع منظم وراقي يخلو من النزاعات والجرائم والأعمال الغير أخلاقية.

أنواع القراءة

إن القراءة ليست مجرد نشاط يقوم به الإنسان لتثقيف نفسه واكتساب معلومات جديدة من خلاله، ولكن القراءة يوجد منها عدة أنواع وكل نوع له فوائده وأهميته المختلفة عن النوع الآخر:

• القراءة البحثية أو الالتقاطية: وهو نوع القراءة الذي يهدف إلى الوصول إلى إجابة محددة على سؤال في ذهن القارئ.
• القراءة الاستكشافية: وهي القراءة التي يقوم بها الشخص لمعرفة محتوى عمل أدبي والأفكار الأساسية التي يناقشها.
• القراءة المسحية: وهي القراءة التي يقوم بها الشخص للبحث عن المجال الذي يتخصص به، فيمر مرور سريع على أكثر من مجال أدبي يتفحصه حتى يختار المجال المفضل له.
• القراءة التحليلية: نوع القراءة والذي يقوم به المحللون والناقدون والكتاب الأدبيون، ويكون الهدف الأساسي منها هو عمل دراسة أو فحص العمل الأدبي بوجه عام وتحليله بدقة.
• القراءة الدراسية: وهي القراءة التي تخص التعليم بوجه عام، ويكون الغرض الأساسي منها هو تحديد المعلومات الهامة وحفظها لاجتياز الاختبارات واكتساب المعلومات العلمية التي تخص مجال دراسة الطالب.
• القراءة الترفيهية: هي القراءة التي تكون بهدف الترفيه وملئ أوقات الفراغ، ويختار الكاتب ما يحبه من أعمال أدبية ولا تقتصر على نوع محدد.

وفي الختام فالقراءة بحر كبير وانواعها كثيرة وفوائدها عظيمة، ولذلك فلا يمكن أن نعتبرها مجرد هواية لقضاء أوقات الفراغ، ولكن يجب أن تكون عادة أساسية حتى ننشئ جيلًا مثقفًا وقويًا ولديه قدر كافي من العلم لمواجهة صعوبات الحياة المختلفة والتغلب عليها بأقل الخسائر، ولذلك فلا  بُد من جعل القراءة جزء أساسي في حياتنا لا يمكن لنا أن نحيا بدونه.

انضم لقناة الامتحان التعليمى تليجرام ليصلك كل جديد