أبحاث وموضوعات تعبير

موضوع تعبير عن التعصب الكروي

إن التعصب الكروي من الأمور التي قد تؤدي إلى أضرار ومخاطر جسيمة ومن الممكن أن تصل عواقبه إلى وفاة بعض الأبرياء دون ذنب ولأسباب تافهة، فالتعصب الكروي سلوك مخالف للفطرة البشرية التي تدعو للسلام بل الأخطر من ذلك أنه أمر مخالف لتعاليم الدين الإسلامي وأوامر نبينا محمد -صلّى الله عليه وسلم- التي تنهي عن جميع صور وأشكال العصبية، لأنها تتجسد في صورة تراشق بالألفاظ وعنف بل تطاول باليد وهذا عكس ما جاء في القرآن الكريم الذي يدعو للأخوة والرحمة، حيث قال الله في كتابه الكريم: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون”.

العناصر

  • مفهوم التعصب الكروي.
  • مؤشرات التعصب الكروي.
  • مظاهر التعصب الكروي.
  • نتائج التعصب الكروي.
  • أساليب التعامل مع المتعصب كرويًا.
  • اقتراحات لظاهرة شغب الملاعب.
  • خاتمة موضوع تعبير عن التعصب الكروي.

مفهوم التعصب الكروي

التعصب الكروي هو مرض الحب الأعمى لفريق معين أو مؤسسة أو هيئة رياضية، وفي نفس الوقت هو مرض الكراهية العمياء للفريق الآخر المنافس أو المؤسسة أو الهيئة الرياضية المنافسة، وأن يأمل الشخص هزيمة وضرر الفريق الآخر المنافس، فالشخص المتعصب كرويًا لفريق ما يكون محبًا له ولكن حبًا لدرجة المبالغة.

وربما قد يتخلى الشخص المتعصب كرويًا عن مبادئه في التعامل مع الآخرين وذلك من أجل دعم فريقه، وفي بعض الأوقات يُنسي هذا التعصب المبادئ التي يتمسك بها الشخص، ويجعله غافلًا ومعميًا عن الحقائق المثبتة، ويرى دائمًا أن فريقه على حق.

التعصب هو ظاهرة اجتماعية سلبية تتمثل في التعلق بأحد الفرق أو المبادئ أو الأفكار أو الأشخاص تعلقًا يترتب عليه تصرفًا عدائيًا وسلبيًا تجاه من يخالفه في الأفكار أو الآراء أو المعتقدات، ويثير هذا التعلق الحماسة داخل الفرد مما يدفعه للعنف أو إثارة الشغب والابتعاد عن التصرف بحكمة وعقل، إن التعصب الكروي أحد أشكال التعصب المنتشر خلال العقود الأخيرة، والمقصود به هو التحمس الرجعي والتشدد والتحيز تجاه أحد الفرق أو الأندية الرياضية بطريقة غير منطقية أسباب سبب مقنعة أو دوافع علمية مدروسة يؤول إليها اتجاهاته ومواقفه والتي تجعل المتعصب شخصًا أبكم أصمًا ينكر الحقيقة ويفعل أي شيء وكل شيء من أجل نصرة الفريق المقرب إليه.

ففي كثير من الحالات التي يحدث فيها التعصب الكروي أو ما يسمى “شغب الملاعب”، بمعنى أنه يوجد فريقين يتنافسان داخل أحد الملاعب الرياضية، ويكون لكل فريق عدد من المشجعين، فإذا أصاب التعصب الكروي الجماهير يتحول كل شكل في الملعب لشخص غاضبًا جدًا من الفريق المنافس وعندما يتزايد هذا الغضب فإن الجماهير تلجأ لاستخدام بعض أساليب العنف لتفريغ هذا الغضب.

مؤشرات التعصب الكروي

بالطبع هناك مجموعة من المؤشرات يمكن ملاحظتها والتي تدل على وجود تعصب كروي لدى الشخص ومنها التوتر والقلق النفسي المرضى والغير طبيعي الذي يتطلب تدّخل طبي، فالأشخاص المتعصبين لأنديتهم ينتشر لديهم القلق والخوف بشكل أكبر، فمن الممكن ملاحظة ذلك من خلال بعض الأعراض التي تظهر على الشخص كالخوف والعصبية ورعشة اليدين وخفقان القلب، ومن مؤشرات التعصب الكروي أيضًا التحيز الشديد للرأي والتمسك به والدفاع عنه سواء كان على حق أم لا، وعدم تقبل الرأي الآخر من أهم الأعراض التي تظهر على المتعصب كرويًا حيث يقوم بمعارضة الرأي الآخر ومقاطعة الحوار وعدم قبول أي نقد يوجه لناديه، وكذلك سرعة الغضب فقد يظهر على الشخص الغصب والعصبية بسرعة فيبدأ بالشتم بأبشع الألفاظ ومن الممكن أن يصل الأمر للضرب والتحطيم.

من مؤشرات التعصب الكروي أيضًا عدم التمتع بالروح الرياضية بمعنى أن الشخص المتعصب لا يقبل الهزيمة ولا يتعاون مع مشجعي الفريق الآخر، وقد يخسر المتعصب الكثير من أصدقائه نتيجة لتمسكه برأيه ورفض آراءهم، فهو شخص لا يختلط بالآخرين ويكون بعيدًا بعدًا تامًا عن المشاركة والنقاش وبسبب ذلك يفقد هذا الشخص القدرة على اكتساب مهارات متنوعة وثقافات جديدة.



مظاهر التعصب الكروي

توجد مظاهر كثيرة ومتعددة للتعصب الرياضي، فبالنسبة للجماهير قد يظهر التعصب الكروي لديهم في صورة تجمعات داخل الميادين والشوارع والاعتداء على الآخرين من مؤيدي الفريق المنافس ورشقهم بأبشع الألفاظ وتعطيل الحركة المرورية وممارسة سلوكيات منافية للأخلاق، وذلك سواء كان الفريق الذي يشجعونه منتصر أم مهزوم.

أما بالنسبة الوسائل الإعلامية فإن التعصب الكروي يظهر من خلال وضع الفريق الخاسر في صدارة عناوينها ومقالاتها والتقليل من شأنه ومكانته والسخرية منه، مما قد يتسبب في إلحاق الأذى بمشاعر هذا الفريق ومشجعيه، وفي نفس الوقت يُمجد الإعلاميين فريقهم المفضل بغرض استفزاز الجانب الآخر، وفيما يتعلق باللاعبين والإداريين فإن الشخص المتعصب كرويًا قد يحاول جلب المصالح والامتيازات لناديه سواء كان ذلك بطريقة مشروعة أم لا، ويعمل على نشر الأكاذيب والإشاعات عن الجهة المنافسة، وغير ذلك فإن عدد من اللاعبين يقومون متعمدين بتصرفات مقصودة تتسبب في إشعال نيران الغضب لدى الجماهير، بالنسبة للأشخاص المهتمين بالمجال الكروي فإن التعصب قد يظهر أحيانًا على الحكام والمسؤولين عن طريق التحيز المبالغ لجهة أو فريق رياضي معين دون غيره ويحدث بأن يتخذ بعض حكام المباريات قرارات خاطئة ومتعمدة لصالح فريقه مما يثير الحقد والضغينة لدى مشجعي الفريق المنافس.

نتائج التعصب الكروي

قد ينتج عن التعصب الكروي الكثير من النتائج السلبية ومنها أنه قد تنقلب أفراح الفوز في اللعب وروح التنافس إلى مآسي وكوارث ومصائب تتزايد عن طريقها العداوات وتنقطع بها المودات فتتطاول الأيدي نحو بعضها البعض، وتنتشر البغضاء فكثيرًا ما سمعنا عن مباريات جلبت الكوارث لأصحابها، وتسببت في وقوع الكثير من الضحايا بسبب الزحام والعراك أثناء التشجيع، وحدث وأن استقبلت المستشفيات الكثير من الجرحى والمصابين.

وقد وصل الأمر في بعض الدول إلى اشتعال نيران العداوة بينها وبين بعض نتيجة للتعصب الكروي، الذي كان من الممكن تجنبه بالثقافة والوعي، فمثل هذه المظاهر لا تمت للروح الرياضية التنافسية بصلة، وتطيح بالرياضة بعيدًا عن هدفها الحقيقي.

فكلما كان الفريقان المتنافسان ومشجعيهما على درجة كبيرة من الوعي بأخلاق وآداب التنافس الرياضي كلما كانت الرياضة أكثر متعة وجمالًا، ويقوى بها خيوط الترابط الاجتماعي، بحيث تكون الرياضة حلقة الوصل التي تساعد على للتعارف والتلاقي، أكثر من كونها سببًا للتعصب والصراع والعنف.

أساليب التعامل مع المتعصب كرويًا

بالفعل يوجد الكثير من الأساليب التي يمكن إتباعها في التعامل مع الأشخاص المتعصبين كرويًا ومنها الاستماع إليهم والإصغاء لما يريدون التحدث عنه وذلك بهدف امتصاص انفعالهم وغضبهم، والتمسك بوجهات النظر واللجوء للبراهين والحجج المقنعة والتحلي بالصبر والهدوء عند التحدث معهم وعدم إظهار أي انفعال أو عصبية أمامهم، وكذلك التمتع بالروح الرياضية أثناء التعامل معهم، واستخدام أسلوب المنطق والابتعاد عن العاطفة عند مناقشتهم، والتركيز في حديثهم على النقاط المتفق عليها.

اقتراحات لظاهرة شغب الملاعب

توجد مجموعة من الحلول والاقتراحات للسيطرة على الشغب الذي يحدث داخل الملاعب ومنها مراقبة ومتابعة الجماهير بطريقة مُحكمة حتى تسيطر الجهات الأمنية على الأشخاص التي تقوم بالشغب والعنف، وتجهيز وتحضير قوات الأمن للحفاظ على الأمان والنظام داخل المباراة والسيطرة على جميع أشكال الشغب، وكذلك تخصيص عدد من الجوائز لمن يعمل على نشر الروح المعنوية.

خاتمة موضوع تعبير عن التعصب الكروي

فمن خلال ما سبق اتضح لنا أن التعصب الكروي صفة غير مقبولة ويجب علينا جميعًا ألا نتصف بها وأن نتمتع بالروح الرياضية، ونتقبل الهزيمة من أجل الحفاظ على سلامتنا وصحتنا  وكذلك الحفاظ على الآخرين وحتى لا يعيش المتعصب كرويًا منبوذًا بعيدًا عن الآخرين.





اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. X
X

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة