موضوع تعبير عن العلم والعمل

العلم والعمل هما أساس الحياة، فلا قيمة للحياة دونهما، فقد خلقنا الله من أجل عبادته ومن أجل تعمير الكون وهما أمران لا يتحققان إلا من خلال العلم والعمل، فلا يمكن بناء حضارة قوية دون الاستناد على العلم والعمل فهما عنصران أساسيان ومتلازمان في بناء كافة الحضارات القوية، والعلم والعمل ليس لهما شكل واحد وثابت فهما متشعبان ولا ينتهيان.

عناصر موضوع تعبير عن العلم والعمل

• أهمية العلم.
• أهمية العمل ودوره في الحياة.
• أضرار العلم.
• العلم والعمل ودورهما في بناء الحضارات.
• خاتمة موضوع تعبير عن العلم والعمل.

أهمية العلم

العلم جزء لا يتجزأ من الحياة، فعندما خلق الله سيدنا أدم عليه السلام تعلم الكثير من الأمور عن الحياة وتعلم أسماء الأشياء في الكون الذي سوف يحيا به، وأول ما أوحى إلى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان اقرأ وهي أول آية في سورة القلم بسم الله الرحمن الرحيم: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5). وكل ذلك يدل على أهمية العلم ودوره في الحياة فلا حياة بدون علم، فقد خلقنا الله في هذا الكون الكبير، وسخره لنا من أجل أن نستكشفه ونستفيد من كل شيء به من أجل إعماره.

والعلم لا يقتصر على مجال محدد، فكلمة العلم كلمة كبيرة ومتشعبة فالعلم أنواع كثيرة ودرجات أيضًا، فهناك العلوم الشرعية المتعلقة بأمور الدين، والعلوم الطبيعية الخاصة بالكون واستكشافه، والعلوم الفلكية الخاصة باستكشاف الكون خارج كوكب الأرض، والعلوم الطبية، والكثير من الأنواع الأخرى، وكل هذه العلوم الغرض الأساسي منها هو الاستفادة منها من أجل تسهيل سبل الحياة لنا لنتمكن من تحقيق غاية وجودنا في الأرض وهي العبادة وإعمار الكون.

والعلم له أهمية كبيرة في حياتنا وذلك لأن الغرض الأساسي من كل هذه العلوم هو تأمين وجودنا في الحياة  وأن نحيا بسلام وذلك من خلال تجنب الأمراض والكوارث الطبيعية، وجعل الحياة أسهل وأبسط من ذي قبل وهو الأمر الذي نلاحظه بوضوح من التقدم الكبير الذي وصلنا له واختلاف حياتنا الآن عن الحياة البدائية القديمة، فمن خلال العلم الآن نتمكن من علاج الأمراض المستعصية، اكتشاف طبيعة الكون الذي نعيش به ومحاولة التأقلم معه والحماية من الظواهر الطبيعية المدمرة بشكل أفضل.

أهمية العمل ودوره في الحياة

كما أنه لا يوجد حياة بلا علم فإنه لا يوجد حياة بلا عمل بل أنه قد لا يكون هناك قيمة للعلم دون تتويجه بعمل يعود بالنفع على الجميع، فما هو دور الإنسان في الحياة إذا كان لا يعمل، فبفضل العمل تطورت الحياة في كافة المجالات وأصبحت على وضعها الحالي، والعمل بدأ منذ  وجود الإنسان على الأرض فبدأ في اكتشاف الكون وعمل بالزراعة ومن ثم الصيد من أجل الحصول على طعام والدفاع عن النفس، وتطور الأمر شيئًا في شيئًا حتى تعلم الإنسان الكثير من الأمور المتعلقة بالكون من حوله وأصبح يستخدم بعض الأساليب المبتكرة من أجل تسهيل عمله، والعمل كان يقتصر قديمًا على الصيد والزراعة فقط، ولكن مع مرور الوقت أصبح هناك تقدم وتحضر وظهرت الكثير من المهام التي ينبغي على الإنسان القيام بها، والآن هناك مجالات كثيرة يمكن للإنسان العمل بها.

فكل إنسان في الكون له عمل ودور يقوم به من أجل إعمار الكون وحتى يشعر كل فرد بقيمته في المجتمع، والغرض الأساسي من العمل هو خدمة بعضنا البعض فكلًا يعمل في مجال تخصصه من أجل تقديم أفضل الخدمات للآخرين وبذلك نعيش في مجتمع متعاون، ونتمكن من تحقيق غايتنا بشكل أفضل دون أن تكون الحياة شاقة عسيرة.

أضرار العلم

بالطبع العلم نور فالجهل شيء مذموم في كل شيء، ولكن على الرغم من ذلك ففي بعض الحالات يكون للعلم أضرار، أو يمكننا القول في حالات يساء بها استخدام العلم فينتج عنه أضرار، والمؤسف حقًا أن أضرار العلم تكون جسيمة ومدمرة يمكنها أن تدمر حياة قبائل وشعوب بالكامل، وذلك لأن الضرر والخراب الناتج عن علم وقصد تكون نتائجه كارثية.

والأمثلة على أضرار العلم وسوء استخدامه كثيرة منها استخدام العلم في صناعة الأسلحة المدمرة التي تؤدي إلى تدمير بلاد بأكملها وتتسبب في قتل ملايين من البشر، وأيضًا استخدام العلم في صناعة الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية التي تتسبب في انتشار الأمراض التي تقتل آلاف من الناس أيضًا.

تعلم المجالات التي لا تعود بالنفع على الشخص ولا على المجتمع وهي المجالات التي تعتمد على صنع أسلحة الدمار بوجه عام، وبذلك نلاحظ أن أضرار العلم الأساسية تعتمد على سوء استخدامه في المقام الأول، ولذلك يجب أن تكون هناك قوانين رادعة تتحكم في مقدار التطور العلمي خاصًة في المجالات المتعلقة بصناعة الأسلحة والمجالات التي يمكنها إلحاق أضرار جسيمة بالكون وذلك من أجل حماية البشرية.

العلم والعمل ودورهما في بناء الحضارات

العلم والعمل هما العنصران الأساسيان في بناء الحضارات فكل الحضارات القديمة التي نعرفها تم بنائها بالعلم والعمل، ومنها الحضارة المصرية القديمة وهي من أكثر والحضارات القديمة تقدمًا في كافة المجالات وذلك بسبب العلم، فالمصريون القدماء كانوا يهتموا بالعلم ويحرصوا عليه ويعملوا على اكتشاف الكون وأسراره فتجدهم يكتشفون النباتات المختلفة ودورها الفعال في علاج الأمراض، ويهتمون بالزراعة من أجل توفير الغذاء ولديهم علم كبير بالنجوم فقد كانوا يهتموا بدراسة الفلك، ويمكننا القول أن سر الحضارة المصرية القديمة هو السعي الدائم وراء العلم والمعرفة ومن ثم تكليل هذا العلم بالعمل، فكل فئات الشعب كانوا يعملون وفقًا لقدرتهم ومجالاتهم، ويمكننا أن نرى التقدم الكبير الذي عاش به المصريين القدماء من خلال آثارهم الباقية حتى وقتنا هذا فهي أكبر دليل على تقدمهم العلمي الكبير خاصًة في مجال الهندسة والفلك وذلك لأن الكثير من المعابد والمقابر تم بنائها اعتمادًا على حسابات فلكية معقدة.

والحضارة المصرية القديمة هي مجرد مثال على دور العلم والعمل، وبالطبع يمكننا الاستشهاد بواقعنا الحالي، فبفضل التقدم العلمي الكبير الذي نشهده الآن تمكننا من أن نحيا حياة كريمة ومرفهة، وتمكنا من اكتشاف ولو جزء صغير من الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى إنقاذ حياة ملايين من المرضى حول العالم بفضل التقدم في علم الكيمياء وصناعة الأدوية والتوصل إلى العمليات الجراحية الدقيقة، وكل ذلك بفضل العلم، فحتى أبسط الأدوات والأجهزة التي نقوم باستخدامها اليوم تطلبت بحث علمي كبير ومجهود شاق من أجل تنفيذها لتصبح على شكلها الحالي، فلا يوجد تقدم أو حضارة بدون علم وعمل.

خاتمة موضوع تعبير عن العلم والعمل

وأخيرًا فعندما نقول إنه لا حياة بدون علم وعمل فهي ليست جملة تقال على سبيل المبالغة ولكنها حقيقة واقعية لأن بدونهما لم نكن نتمكن من البقاء على قيد الحياة حتى وقتنا هذا وذاك لأننا لم نكن نملك قدرة لمواجهة تحديات الحياة من كوارث طبيعية وأمراض متلاحقة، فكان الجنس البشري سينقرض مثل غيره من الكائنات الأخرى، ولذلك فعلينا جميعًا أن نحرص على طلب العلم ونجتهد به ونكلله بالعمل الدؤوب الذي يخدمنا ويخدم مجتمعنا لنحيا حياة كريمة.