موضوع تعبير عن ثقافة الاعتذار

من علامات رقى الإنسان قيامه بتقديم الاعتذار إذا بدر منه أي إساءة أو خطأ في حق الأخرين، والاعتذار لايقلل من شأن الإنسان ولكنه علامه على حسن خلقه وتقديره للأخرين وبما أن الإنسان يحيا في مجتمعات إنسانية واجتماعية  أدت إلى وجود علاقات وروابط بين البشر وبعضهم البعض فإن تلك العلاقات تقوم على أسس معينة من أهمها احترام الأخر وحسن معاملته.

عناصر موضوع تعبير عن ثقافة الاعتذار

• مقدمة عن ثقافة الاعتذار.
• كيف يخطئ الإنسان في حق الآخرين.
• شروط تقديم الاعتذار.
• أنواع الاعتذار .
• قبول الاعتذار.
• فوائد تقديم الاعتذار.
• بعض الأحاديث الواردة عن ثقافة الاعتذار.
• خاتمة موضوع تعبير عن ثقافة الاعتذار.

مقدمة عن ثقافة الاعتذار

تبقى الحياة هى المدرسة الكبرى التي يتعلم فيها الإنسان كل شئ، ولكي يتعلم الإنسان لابد من أن يقع في الخطأ، ومن ضمن الأشياء التي يتعلمها الإنسان من خلال تعامله مع الأخرين أنه عندما يخطئ لابد من أن يقدم الاعتذار وذلك حفاظًا على استمرار العلاقات الإنسانية والبقاء على الروابط الاجتماعية بين البشر وبعضهم البعض.

كيف يخطئ الإنسان في حق الآخرين؟

تختلف الأخطاء التي يرتكبها الأفراد في حق بعضهم فمنها ما يكون قولًا أو فعلًا، ومنها ما يقع عن قصد ومنها ما يكون بغير قصد وفي كل الحالات يجب على الشخص المخطئ تقديم الاعتذار ولكن في حالة الخطأ العمد يكون الموضوع أكثر صعوبة بين الطرفين وخاصةً الطرف الآخر الذي وقع عليه الضرر والإساءة، أما الشخص المخطئ فيكون موقفه حرج للغاية وعليه أن يبحث عن الطرق والوسائل التي يستخدمها حتى يقبل الآخر اعتذاره.

شروط تقديم الاعتذار

الاعتذار في حد ذاته شئ جميل ويشعر الطرف الأخر بمدى قيمته ومكانته عند الطرف المخطئ وأنه لا يستطيع أن يتحمل غضب الشخص الذي وقع في حقه الخطأ ولكن عندما يتم تقديم الاعتذار بسرعة يكون الموضوع أسهل لدى الطرفين أما التأخير في تقديم الاعتذار قد يولد بعض مشاعر الكراهية والنفور داخل النفوس، ويعلمنا الدين الإسلامي الكثير من تعاليمه السمحة منها ضرورة قبول الاعتذار من الآخرين فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم ( قل ياعبادى  الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) فإن كان الإنسان قد ارتكب الذنب ثم استغفر الله فإن الله يغفر له ومن هنا نتعلم جميعًا أنه علينا تقديم الاعتذار بعد الخطأ.

وعلينا جميعًا أن نتعلم ثقافة الاعتذار وكيفية تقديمه وأن نعلم أبنائنا أن الاعتذار يرفع من شأن الفرد ولا يقلل أبدًا من كرامته وأيضًا علينا أن نتعلم كيف نتحكم في انفعالاتنا وأن نحسن التفكير في الأمور حتى لا نقع في الخطأ ونكون ملزمين بتقديم الاعتذار، ومن أهم شروط تقديم الاعتذار عدم تبرير الخطأ الذي وقع من الشخص المخطئ وعدم البحث عن مبررات بارتكابه هذا الخطأ.

وثقافة الاعتذار كما علمنا إياها الإسلام تعمل على نشر روح المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع وهى أيضًا من أهم ما يتميز به أفراد الدول المتقدمة فيما بينهم.

أنواع الاعتذار

يختلف مفهوم ثقافة الاعتذار من شخص لآخر وعليه تختلف أنواع الاعتذار فهناك:

الاعتذار السريع: الذي يتبع وقوع الخطأ ويقدمه الشخص فور اكتشافه الخطأ الذي بدر منه.

وهناك الاعتذار المتأخر: وهو الذي يأتي بعد فترة طويلة بعد ارتكاب الخطأ وهذا النوع قد يكون له وقعٌ سيء في النفوس لأنه كلما زادت المدة بعد وقوع الخطأ شعر الآخر بعدم اكتراث المخطئ لغضبه وعدم اهتمامه به مما يزيد الأمر صعوبة وقد يأتي بعد أن يكون الطرف الآخر قد اتخذ قراره بعدم التعاطف وعدم قبول الاعتذار.

وهناك أيضًا اعتذار المجادلة: وهو ما يقدم على مضض بعد جدال طويل لعدم اعتراف المخطئ بوقوعه في الخطأ.

كما  يوجد نوع آخر من أنواع الاعتذار وهو الاعتذار الإجباري: وهو الذي يقدمه الشخص رغمًا عنه لأسباب كثيرة منها الضغط عليه من الأب أو الأم أو شخص ذو سلطة عليه.

وهناك الاعتذار السطحي: وهو الذي يقدم عن غير اقتناع بالخطأ.

أما النوع الأخير فهو اعتذار المجاملة: ويقدم عادةً للفت الانتباه بعد وقوع خطأ صغير قد لا يستدعي تقديم الاعتذار.

قبول الاعتذار

لا تقتصر ثقافة الاعتذار على تقديم الاعتذار فقط ولكن ترتبط أيضًا بقبول الاعتذار من المخطئين فإذا وجب على المخطئ الاعتذار عن أخطائه فإنه من الأوجب قبول اعتذاره والصفح عنه، وقبول الاعتذار لا يعني ضعف الشخص الآخر أو عدم قدرته على رد الإساءة ولكنه من شيم النبلاء وخلق الكرماء، وهو من علامات التسامح وحفاظًا على بقاء الود والمحبة.

ويأمرنا الإسلام بالعفو والتسامح فيقول الله عز وجل ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ويقول أيضًا ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

ويتوجب علينا تدبر هذه الآيات الكريمة وما فيها من معاني رفيعة تهدف إلى نشر السلام تعد بين الناس والارتقاء بالنفوس والبعد عن الكراهية والصغيرة.

فوائد تقديم الاعتذار

إن لنشر ثقافة الاعتذار في المجتمع فوائد متعددة منها:

• أن ثقافة الاعتذار من الثقافات التي تُعلي من شأن الإنسان وترفع من قيمته الاجتماعية بين أصدقائه.
• تجعل الأشخاص أكثر تقبلًا للحياة بكل عيوبها ومشاكلها.
• اعتذار الأشخاص المخطئين ومنح الآخرين حق قبول اعتذارهم يجعلهم أكثر سعادة وتسامح.
• الاعتذار يوجب التسامح ومن ثم سوف تتلاشى مشاعر الكبر والتعالي بين أفراد المجتمع، لذلك وجب تعليم ثقافة الاعتذار لأبنائنا والحث عليها ونشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
• انتشار ثقافة الاعتذار بين أفراد المجتمع تشيع روح المساواة فلا فرق في تلك الثقافة بين غني أو فقير ولا بين رجل أو امرأة.
• قبول الاعتذار من المخطئين يدفعهم نحو الاعتراف بأخطائهم وعدم التنكر له.
• تقديم الاعتذار يجنب الناس من الوقوع في سوء الظن.

بعض الأحاديث الواردة عن ثقافة الاعتذار

ما ترك الدين الإسلامي من شئ في كل المجالات إلا وعلمنا إياه إما بنزول الآيات الكريمة أو ورود الأحاديث عنه، وثقافة الاعتذار في الإسلام ورد عنها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

كل بني ءادم خطاء وخير الخطائين التوابون.

وقوله صلى الله عليه وسلم أيضًا:

إياك وكل ما يُعتذر منه.

تلك الأحاديث النبوية الشريفة تعلمنا أننا جميعًا غير

معصومين من الخطأ وأن التوبة والاعتذار عن الأخطاء أفضل من الكبر والعناد كما يحذرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من عدم قبول الاعتذار من المخطئين لأن ذلك يساعد على انتشار الكراهية والبغضاء كما يجعل المخطئ يتراجع عن تقديم الاعتذار إذا أخطأ مرة أخرى.

خاتمة موضوع تعبير عن ثقافة الاعتذار

يمكننا أن نستنتج في النهاية أن ثقافة الاعتذار من أهم الثقافات الواجب أن نثقف أنفسنا بها فعلينا جميعًا أن نرتقي بأخلاقنا وأن نغلق أي باب يمكن للشيطان أن يتسلل من خلاله إلى أنفسنا، فتقديم الاعتذار وقبوله له وقع جميل في نفوس كلا الطرفين فالشخص المخطئ يشعر بأن له مكانه كبيرة عند من يقبل اعتذاره والشخص الذي وقع في حقه الخطأ يشعر بمدى أهميته وقيمته عند الآخر وبذلك لن يكون هناك مجالًا للظنون السيئة والأفكار الهدامة التي تساعد على تباعد العلاقات وأحيانًا انقطاعها لفترات قد تستمر لأوقات طويلة.