تقرير مدرسي عن الانفجار السكاني
مشكلة الانفجار السكاني تعتبر واحدة من المشكلات الأساسية التي تسعى كافة دول العالم إلى حلها في الفترة الحالية وذلك نتيجة للزيادة الهائلة في عدد السكان مقابل الموارد المتاحة، وهو ما تسبب في أزمة فعلية، ويضع كافة الدول أمام تحدي ضخم لتلبية احتياجات السكان بما يتوافق مع المعايير الطبيعية الكافية، التي تضمن لهم حقوقهم الإنسانية.
ما هي مشكلة الانفجار السكاني وأسبابها
تعرف مشكلة الانفجار السكاني بأنها زيادة عدد المواليد عن الحد الطبيعي والقدرة الاستيعابية لمساحة الأرض التي يعيشون عليها، وزيادة عددهم مقارنة بالموارد المتاحة لهم، وأما عن أسبابها:
- زيادة معدل الإنجاب: قديمًا كان هناك الكثير من المعتقدات والعادات الخاطئة التي تهدف لزيادة عدد المواليد في الأسرة الواحدة، حيث يسعى كل زوجين إلى إنجاب أكبر عدد من الأطفال، دون إدراك العواقب التي تنتج عن ذلك الأمر.
- انخفاض معدل الوفيات: جميع الكائنات الحية لها دورة محددة على الأرض، ومن ضمنهم البشر، ففي حالة نقص معدل الوفيات، في مقابل الزيادة كبيرة والغير محسوبة في معدل الإنجاب، ينتج عن ذلك مشكلة الانفجار السكاني.
- الهجرة: الهجرة الغير شرعية تسبب في ندرة الثروة البشرية في دولة ما، على حساب حدوث انفجار سكاني في دولة أخرى.
- نقص الوعي بمشكلة الانفجار السكاني: وهو ما يترتب عليه عدم إدراك الشعوب في مختلف الدول لخطورة الأمر والمشكلة الكبرى التي تواجه كافة البشر، وبالتالي عدم سعيهم لإيجاد حلول فعلية لتلك المشكلة وعدم تعاونهم مع الحكومات.
مشكلة الانفجار السكاني وما يترتب عليها
نتيجة لمعدلات الزيادة الغير طبيعية في الكثافة السكانية أصبح كوكب الأرض يعاني من العديد من المشكلات الأخرى المترتبة عليها، من أهمها ما يلي:
- نقص المياه العذبة: تغطي المياه العذبة نسبة 71% من مساحة كوكب الأرض وأغلب تلك النسبة هي مياه ملحة، حيث أن نسبة المياه المالحة تصل إلى 99%، ونسبة المياه العذبة تصل إلى 5% وتلك النسبة موزعة في المياه المجمدة عند القطبين، بالإضافة إلى المياه الجوفية، ليصل إجمالي المياه العذبة المتاحة للاستخدام في الأنهار إلى 0.3%، وبالطبع تلك النسبة المنخفضة من المياه العذبة، والتي يقابلها زيادة مستمرة في عدد السكان، يمثل تهديد مباشر للحياة البشرية على سطح الكوكب.
- نقص الثروة الغذائية: نقص المياه العذبة لا يتسبب فقط في مشكلة الجفاف لدى البشر، ولكن أيضًا ينتج عنه نقص الزراعة وبالتالي نقص المحاصيل الغذائية في مختلف الدول.
- عدم التمتع بالحقوق الإنسانية الكاملة: مع الزيادة المستمرة في الكثافة السكانية والتي تضغط بشكل مباشر على اقتصاد الدولة، يؤثر كل ذلك على معدلات التنمية في الدولة، وعلى الحقوق المستحقة لكل فرد.
- عدم توفير بيئة بشرية مناسبة: ويظهر ذلك في زيادة نسبة الفقر، وتراجع طبيعة المعيشة ونقص الوسائل الترفيهية.
- انتشار الجهل: ويعود ذلك الأمر إلى نقص المؤسسات التعليمية مقارنة بعدد الطلاب التي يجب أن يلتحقوا بها.
ما هي أبرز الدول التي تعاني من مشكلة الانفجار السكاني
وعلى الرغم من أن مشكلة الانفجار السكاني هي مشكلة عالمية يعاني منها كوكب الأرض، حيث زاد عدد البشر بنسبة كبيرة في السنوات الماضية، وهو ما يمثل ضغط كبير على موارد الكوكب، ولكن هناك دول لها النصيب الأكبر من تلك المشكلة منها
- الصين: 1,394,510,000 نسمة
- الهند: 1,343,330,000 نسمة.
- الولايات المتحدة: 328,677,000نسمة.
- إندونيسيا: 268,074,600نسمة.
- البرازيل: 210,233,000 نسمة.
وكان ذلك وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة في عام 2019م، ومازالت معدلات الكثافة السكانية ترتفع في العديد من دول العالم. حتى وقتنا الحالي.
دور الدول لمحاربة مشكلة الانفجار السكاني
لا تقع مشكلة الانفجار السكاني على كاهل المواطنون فقط، ولكن ينبغي أن يكون للدول دور فعال في محاربة تلك المشكلة أيضًا، وذلك من خلال ما يلي:
- شن حملات توعوية كبرى، تهدف إلى توعية المواطنين بمخاطر مشكلة الانفجار السكاني وما يترتب عليها في المستقبل القريب، من نقص في الموارد وصعوبة المعيشة.
- إيجاد حلول فعالة للقضاء على تلك المشكلة، والبحث عن الطرق المبتكرة للقضاء عليها، جنبًا إلى جنب مع العمل على التنمية والاستفادة من الثروة البشرية الهائلة.
- تحفيز المواطنين وتشجيعهم على الإنجاب بالمعدل الطبيعي، من أجل الحفاظ على التوازن البيئي والنسبة الطبيعية بين المواليد والوفيات بما يتناسب مع الطبيعة.
- من الممكن تخصيص دعم مالي للأسر التي تلتزم بالمعدل الطبيعي للإنجاب من أجل تحفيز الشعوب على ذلك الأمر.
- لا بُد من وجود اتفاقيات دولية تهدف إلى الحفاظ على التوازن الطبيعي بين عدد السكان وبين الموارد الطبيعية المتاحة.
- برم اتفاقيات دولية تنص على إمكانية انتقال السكان من الدول المكتظة بالسكان إلى الدول التي تعاني من ندرة الثروة البشرية، فذلك يسمح بالتوازن الطبيعي، واستغلال الموارد الطبيعية في كافة أنحاء العالم، والعمل على تعمير كافة الدول، والاستفادة من القدرات البشرية المختلفة.
- وجود خطة منظمة للاستثمار في وسائل تنظيم النسل بطرقها المختلفة لتقديم حلول مجدية للشعوب تساعدهم على الإنجاب بالمعدل الطبيعي.
- يجب أن يلاحظ السكان أهمية تنظيم النسل وفوائد السيطرة على مشكلة الانفجار السكاني و التأثير الإيجابي لذلك الأمر عليهم، من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي لديهم من كافة الجوانب ليدركوا الفارق الكبير بين الدول التي تعاني من مشكلة الانفجار السكاني، والدول التي تعتمد على تحقيق الاستفادة القصوى من الثروة البشرية.
دور الشعوب في محاربة مشكلة الانفجار السكاني
بجانب الدور الكبير الذي يقع على الحكومة، فلا بُد من وجود تعاون بين الشعوب والحكومات وتكاتفهم معًا للقضاء على مشكلة الانفجار السكاني:
- لا بُد من تكاتف الشعوب مع الحكومة من أجل إيجاد حلول فعالة للقضاء على مشكلات الانفجار السكاني، فلا ينبغي أن يقع كافة الجهد على الحكومات فقط دون اتخاذ خطوات جادة من الشعوب لتنفيذ الخطط التي تسعى الحكومة إليها.
- يجب على كافة الشعوب إدراك خطورة مشكلة الانفجار السكاني وما يترتب عليها من أثار سلبية وكارثية في المستقبل القريب، مثل نقص نسبة المياه العذبة، ونقص الموارد الغذائية، وهو ما قد يتسبب في مجاعات كارثية.
- لا بُد من السعي إلى نشر ثقافة الإنجاب بمعدل الطبيعي، من أجل توفير بيئة مناسبة للأطفال عند إنجابهم وتلبية احتياجاتهم.
- يجب على الوالدين الحرص على تنشئة الأطفال تنشئة سوية، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وإعدادهم ليكونوا أجيال قوية قادرة على الإنتاج وإضافة قيمة للمجتمع، حتى لا يكونوا مجرد زيادة في الكثافة السكانية.
- يجب البحث عن طرق تنظيم النسل المناسبة، والاعتماد عليها بما يتوافق مع الحدود الشرعية والقانونية.
- يجب محاربة كافة التقاليد والعادات القديمة التي لا تهدف إلا للضغط على الكثافة السكانية، وزيادة عدد المواليد دون وعي، ونسعي للقضاء على تلك المشكلة، خاصة في الأرياف والدول النامية.
- يجب الحرص تعليم الأطفال وخاصة الفتيات وتربيتهن بطريقة الصحيحة، لأنهن أمهات المستقبل اللواتي يقع على عاتقهن تربية الأطفال، ولا بُد أن يدركن أهمية تنظيم النسل وفوائده التي تعود على الأسرة نفسها، وعلى المجتمع بشكل عام.
وفي الختام فمشكلة الانفجار السكاني ليست مشكلة قاصرة على دولة محددة دون غيرها، ولكنها مشكلة عالمية تؤثر على الموارد المتاحة على الكوكب مقارنة بعدد السكان واحتياجاتهم الطبيعية، فلا بُد من وجود حلول فعلية للقضاء على تلك المشكلة قبل تفاقمها ولا بُد أن يكون نشر الوعي بتلك المشكلة و بخطورتها من أولى الخطوات التي يتم الاعتماد عليها، بجانب السعي إلى تعاون دولي لحماية حياة كافة البشر على كوكب الأرض.
انضم لقناة الامتحان التعليمى تليجرام ليصلك كل جديد 
