ماهو الذكاء الاجتماعي

منذ بداية الخليقة، كان سيدنا آدم عليه السلام في جنة الخلد، لكنه أحس بالوحدة، فخلق الله من ضلعه حواء، لتؤنس وحشته، وتقتل وحدته، من هنا نستنتج أن الإنسان بطبعه اجتماعي، لا يمكنه أن يعيش بمفرده أبد الدهر، من أجل ذلك عليه أن يتعرف على ماهية الذكاء الاجتماعي، وأن يكون على درجة منه، حتى يتمكن من التنعم بكل ما تحمل الحياة من أفراح وأعباء، كل ذلك وأكثر سنتعرف عليه من خلال ما يلي.

مفهوم الذكاء الاجتماعي

هناك العديد من المفاهيم التي من الممكن أن تصف ما هو الذكاء الاجتماعي، سوف نتناول كافتها من خلال ما يلي:

• هو قدرة الشخص على التفاعل مع من يحيطون به، واستشفاف ردود الأفعال في مختلف المواقف.
• القدرة على تحليل نوايا شخص ما، والدافع نحو القيام بأي من الأشياء التي يقوم بها، والتي قد لا تبدو مبررة أمام الآخرين.
• التحسس من ناحية الإيماء، الصوت، الحركات التعبيرية التي يقوم بها الآخرين وفهمهم دون أن ينطقون بما داخلهم.
• حسن التصرف في المواقف الاجتماعية، وكذلك القدرة على تذكر الوجوه والأسماء ومتابعة أية سلوك إنساني والقدرة على تحليله.
• مشاركة الآخرين في المرح وإلقاء الدعابات والقدرة على فهم الجمل التي تحتوي على إيحاءات مرحة.
• التعرف على حالة الشخص النفسية إن تحدث دون الضغط عليه ليسرد ما بداخله، كون ذلك يكلفه الكثير من العناء في بعض الأوقات.
• إقامة العلاقات مع الآخرين والقدرة على تفهم المشاعر التي يتسمون بها.

أهمية الذكاء الاجتماعي

تكمن أهمية الذكاء الاجتماعي في عدة نقاط، لنتعرف عليهم سويًا من خلال ما يلي:

• القدرة على التعامل مع مختلف الطبقات والشخصيات المتعددة.
• يكون الشخص أكثر نجاحًا إن استخدم ذكائه الاجتماعي في مهنته أو المهام الحياتية التي يقوم بها بشكل دوري.
• إن كان الشخص الذي ينعم بالذكاء الاجتماعي يعمل في مجال العلاج النفسي، فإنه يكون أكثر قدرة على التعامل مع المرضى، وذلك لأنه يضع نفسه في مكان كل مريض يقوم بمعالجته، مما يسهل الأمر على كليهما، خاصة وإن كان يقوم بعمل جلسات العلاج الجماعية.
• أيضًا الذكاء الاجتماعي من الأمور الهامة لمن يعانون من الاضطرابات النفسية في التعامل مع المحيطين، سواء الرؤساء في العمل أو المعلمين في المدارس وغيرهم.
• يساعد الذكاء الاجتماعي على التوجيه المهني الصحيح، كما أنه يزيد من قدرة الشخص على حل المشكلات التي تواجهه في شتى مجالات الحياة.
• من ناحية أخرى نجد أن الذكاء الاجتماعي من شأنه أن يكون عظيم الفضل في التقدم الدراسي للشخص.

صفات الشخص المتصف بالذكاء الاجتماعي

هناك العديد من الصفات التي تظهر على الأشخاص الذين يمتلكون قدر عال من الذكاء الاجتماعي، من شأنها أن تتشكل على النحو التالي:

• التنظيم لدرجة كبيرة قد تصل إلى حد المثالية.
• القيام بالمعالجات اليدوية في الكثير من الأحيان.
• المحافظة على العلاقات الأسرية وغيرها.
• التشجيع على القيام بالأعمال اليومية وعدم التكاسل.
• القدرة على استعمال الاتصال اللفظي أو غير اللفظي.
• التحليل الهاديء لأي من الانتقادات التي يتعرضون إليها، وكذلك التناقضات التي يواجهونها.
• يرون الأشياء من زوايا متعددة ويقدرون على تحليلها من عدة زوايا.

طرق تطوير الذكاء الاجتماعي

هناك عدة أمور من الضروري اتباعها من أجل تطوير الذكاء الاجتماعي، تتمثل فيما يلي:

القدرة على فهم إشارات الجسد

لغة الجسد من أهم الأمور التي يجب أن يضعها الشخص في عين الاعتبار، كونها تعبر عن المشاعر الحقيقية التي يكنها تجاه موقف ما، فإن أراد أحد الأشخاص أن ينمي ذكائه الاجتماعي، عليه أن يعمل على تنمية تلم الحاسة، وأن يتفهم السلوكيات غير المنطوق بها.

التعامل بالدبلوماسية

يجب أن يكون الشخص قادرًا على التعامل مع الأشخاص بشيء من الدبلوماسية في أي من مجالات الحياة، سواء العمل أو غيره، فالترتيب الطبيعي لأي وضع للفرد هو أن يكون أحد أجزاء تسلسل هرمي، عليه أن يكون مترابطًا مع كافة الأجزاء الأخرى، ويتمكن من التصرف بوعي مطلق.

وضع الشخص نفسه مكان الآخر

ينبغي على الشخص إن أراد أن ينمي ذكائه الاجتماعي أن يضع مكانه في وضع الآخرين، فيفهم القيود والصعوبات والرغبات التي يشعرون بها، فذلك من شأنه أن يعمل على تعزيز مهارات التواصل لدى الشخص وأيضًا يعزز من قدرته على التواصل مع مختلف الشخصيات.

الوعي بالعاطفة

يجب على الشخص أن يطور من ذاته فيما يخص فهم المشاعر وإدراك ردات الفعل المترتبة عليها مثل درجة التعرق، معدل التنفس، نبضات القلب، ومحاولة مساعدة الشخص على التحكم في الانفعالات والتصرفات الخارجة عن إرداته.

احترام الآخرين

ينبغي على الشخص ألا يعطي لنفسه الحق في الحكم على الآخرين، لأن تلك الطريقة من شأنها أن تجعله يكن المشاعر السلبية نحوهم بناء على وجهة نظره، بل ينبغي عليه احترام وجهات نظر الآخرين ومحاولة تحليلها، وتقبل انفتاح تفكيرهم أو انغلاقه.

من خلال ما سبق تعرفنا على الكثير من المعلومات التي تدور حول الذكاء الاجتماعي، والذي ينبغي أن يكون الفرد على قدر منه كي يسعد في حياته، ويكون الكثير من الصداقات، وتكون له القدرة على التعامل مع كافة الأفراد على نحو جيد.