الانضمام للامتحان التعليمي علي واتساب

من هنا


أبحاث وموضوعات تعبير

موضوع تعبير عن الجيران بين امس واليوم

إذا قمت بإجراء مقارنة عن العلاقة بين الجيران في الماضي والحاضر سوف يتضح لك بشكل ملحوظ حجم الاختلاف والفروق الشاسعة في العلاقة التي تغيرت بالفعل إلى الأسوأ، كان الجيران في الماضي بمثابة العائلة الثانية يتقاسمون الأفراح ويتشاطرون الأحزان، أما عن الجيران اليوم فأصبحت حياتهم منعزلة عن بعضهم البعض وكأن هذا الجار أصبح عدو لدود.

العناصر

  • مقدمة.
  • حق الجار في الإسلام.
  • العلاقة بين الجيران في الماضي.
  • العلاقة بين الجيران الآن.
  • الحقوق الواجبة تجاه الجار.
  • الخاتمة.

مقدمة

اختلفت العلاقة بين الجيران في الوقت الحالي عن الماضي ولعل ذلك يرجع إلي عدة أسباب منها عدم تطبيق مبادئ الدين الإسلامي في حق الجار، وعدم احترام الجار لخصوصية جاره، وعدم مراعاة حقوقه، بالإضافة إلى بعض المشاكل التي قد تنتج عن اختلاط الجيران ببعضهم مع غياب الحكمة في التعامل مع تلك المشاكل مما دفع كل منهم إلى الابتعاد وتجنب المختلطة خوفًا من وقوع المشاكل، فكان الجيران في الماضي يستطيعون ترك أبنائهم عند البعض إذا ما أقدم أحد منهم على السفر أو التغيب عن المنزل لبعض الوقت وهم مطمئنين على أبنائهم أما الآن فلا يستطيع أحد أن يفعل ذلك فقد تغيرت نفوس البشر الآن وأصبح الجار لا يأمن جاره على أبسط الأشياء.

حق الجار في الإسلام

لقد أوصانا رسولنا الكريم باحترام الجار ومراعاة حقوقه وقال في هذا الشأن العديد من الأحاديث فقال صلى الله عليه وسلم:

شاهد أيضا  موضوع تعبير عن زكي نجيب محمود

مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

وقال أيضًا:



من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره.

وأوصانا الله تعالى بالجار في هذه الآية الكريمة فقال:

(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين احسانا، وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب).

العلاقة بين الجيران في الماضي

فيما مضى كانت العلاقات بين الجيران أشبه بالعلاقات العائلية فإذا جف لبن إحدى النساء ولم تستطيع إرضاع صغيرها كانت تذهب لجارتها فتقوم بإرضاعه فكنا نجد قديمًا كثيرين من الأخوة من الرضاعة، وإذا ذهبت للعمل في الحقل تركت أبناءها عند جارتها وهي مطمئنة على أطفالها وأن جارتها ستعاملهم معاملة أبنائها، كان الجيران في الماضي يتعاونون في أعمالهم المنزلية ويعانون بعضهم في كل الظروف ويتبادلون الطعام رغم بساطته ولكن كان هناك مشاعر جميلة وراء تبادل تلك الأطعمة البسيطة مثل تبادل المحبة والألفة والمودة، كان للصيف رونق خاص بين الجيران فكانوا يجلسون خارج البيوت ويقضون السهرة في تبادل الحديث وبجوارهم أبناءهم يمرحون معًا فلا خوف من جار على زوجة جاره ولا من ابن جار على بنات جاره بل كانوا يخافون عليهم ويحمونهم ويتولون الدفاع عنهم، كان الجيران في الماضي يصونون الحرمات ويحافظون على الأعراف والتقاليد والعادات فكان ذلك يشعرهم بالأمان على أبنائهم وحرماتهم فإذا كان من بينهم من أقدم على السفر أوصى جيرانه برعاية أهله وأبناءه حتى يعود ويذهب الجميع لوداعه وعند عودته يذهبون لاستقباله.

شاهد أيضا  طريقة عمل بحث مدرسي بالخطوات

عاش الجيران في الماضي كأنهم عائلة واحدة يتبادلون أواني الطهي ويتهادون يوميًا بأبسط الأشياء فهذا يهدي جاره بعض اللبن والآخر بعض الخضروات من أرضه وذاك يهدي بعض الفواكه، كانوا يستضيفون ضيوف بعضهم في حال ضيق المكان عند أحدهم ويفتحون بيوتهم في الافراح  والأحزان لجيرانهم بالرغم من ضيق العيش في ذاك الوقت إلا أنهم كانوا أجود ما يكون ويتذكرون بعضهم في كل المناسبات والأوقات ويراعون مشاعر بعضهم البعض حزن أحدهم يحزنهم جميعًا ويقومون بتأجيل أفراحهم وأحيانًا إلغاؤها ولا تقام إلا بعد موافقتهم وقبولهم، وفرحه يفرحهم جميعًا، كانوا يتمنون الخير لبعضهم  فيعودون مريضهم ويواسوا حزينهم ويغيثوا من استغاثة بهم، كانوا مدركين لقيمة الجار وأنه بمثابة أحد أفراد الأسرة فكانوا إذا أساء إليهم ففروا له وإذا آذاهم صبروا عليه، كانوا يحتكمون إلى العرف والتقاليد في حل منازعاتهم ويخضعون لحكم كبارهم.

العلاقة بين الجيران الآن

لم تسير الأمور على تلك الوتيرة بل اختلفت العلاقات بين الجيران وأصابها الفتور والضعف وذلك نتيجة لعدة أسباب من بينها المعاناة التي يعيشها أفراد المجتمع في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وفي ظل الحروب والمنازعات السياسية وغيرها من الأسباب التي ساعدت على ظهور مايسمى بالعنف الاجتماعي نتيجة لانشغال الآباء بالعمل والكفاح لمواجهة الظروف الاجتماعية الصعبة فلم يعد لديه الوقت لكي يختلط بالجيران بل لم يعد لديه الوقت الكافي لتربية أبنائه على الود ووصل العلاقات الاجتماعية.

لقد تغيرت نفوس البشر عما كانت عليه قديمًا، غيرها الرياء والنفاق وحب المال والغش بجانب التطورات التكنولوجية الحديثة التي تعد أحد الأسباب المباشرة في العزلة الاجتماعية وأصبح الآن لكل فرد عالمه الخاص به الذي يجده في هاتفه المحمول أو الحاسوب الخاص به ويعيش بين صفحات الانترنت التي تستحوذ على كل وقته.

الحقوق الواجبة تجاه الجار

من بين الأمور التي لا يمكن الاستهانة بها هي مراعاة حقوق الجار ولكل جار حق على جاره حتى ولو كان غير مسلم كما علمنا الرسول الكريم ومن بين تلك الحقوق:

  • عدم إيذاء الجيران كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث.
  • الإحسان إلى إليه.
  • ممكن غض البصر عن حرماته وصيانة عرضه وشرفه في غيابه.
  • الوقوف بجانبه في أزماته وقضاء حوائجه.
  • الإحسان إليه ومراعاة مشاعره ومشاركته أحزانه وأفراحه.

الخاتمة

إن من أسمى العلاقات الاجتماعية هي علاقة الجيران فالجار أقرب لجاره من أهله وهو المنقذ له في أزماته وعليه يجب علينا تعليم أبنائنا وبناتنا حقوق الجار وأهمية وجود الجيران في حياتنا، علينا تربيتهم على ما تربينا عليه ونشأنا عليه من حب الجيران والإحسان إليهم ومحاولة استرجاع تلك المعاني الجميلة وغرسها في نفوس أبنائنا.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. X
X