بحث عن الطاقة النظيفة وعلاقتها بالمناخ

تعتبر الطاقة أحد المقومات الرئيسية للمجتمعات المتحضرة، فهي ضرورية من أجل تسيير الحياة اليومية والقيام بكافة الأنشطة وفقًا لأنواعها المختلفة، وتعتبر مصادر الطاقة المتجددة من المصادر المستدامة أي أنها لا تنفذ أبدًا، ومن خلال الحديث عن الطاقة فمن المتعارف عليه وجود علاقة مترابطة بينها وبين التغيرات المناخية الواقعة في الفترة الحالية، وهذا هو موضوع بحثنا وسنتطرق إلى تلك العلاقة بصورة أكثر تفصيلًا خلال السطور التالية.

مقدمة بحث عن الطاقة النظيفة وعلاقتها بالمناخ

تشهد الطاقة النظيفة وجميع الخدمات المرتبطة بها تزايد ملحوظ في الطلب عليها من أجل مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين المستوى المعيشي والصحي لدى الأفراد، حيث تحتاج كافة المجتمعات إلى خدمات الطاقة النظيفة من أجل تلبية الحاجات الأساسية مثل الطهي والإضاءة والنقل والمواصلات وغيرها.

ما المقصود بالطاقة النظيفة ؟

يشير مصطلح الطاقة النظيفة إلى الطاقة التي لا تشكل أي تلوث على الغلاف الجوي كالطاقة النووية والكهرباء، وذلك على عكس النفط والفحم اللذان يشكلان خطرًا على الغلاف الجوي ويؤديان إلى تلويثه، وغالبًا ما تكون تلك الطاقة أحد أنواع الطاقة المتجددة و الانبعاثات الصفرية أو الطاقة التي تنتج عن مقاييس كفاءة استخدام الطاقة.

أشكال الطاقة النظيفة

تتعدد أشكال الطاقة النظيفة، ومنها:

• الطاقة الشمسية: وهي الطاقة التي يتم جمعها وتحويلها عن طريق استخدام العديد من الطرق كالحمام الشمسي الذي يستخدم في المنازل.
• قوة الرياح: تعمل على تحريك الغلاف الجوي، وذلك يكون من خلال اختلاف درجات الحرارة على سطح الأرض عند تعرضها للشمس، وتستخدم الطاقة الناتجة من الرياح في توليد الكهرباء أو ضخ المياه.
• الطاقة الحرارية للأرض: وهي الطاقة التي تنتج عن استخدام التحلل الاشعاعي، وتعتبر من أكثر أنواع الطاقة كفاءة عند استخدامها في مناطق معينة نتيجة تدرج الأرض الحراري الذي يختلف من منطقة لأخرى.
• الكتلة الحيوية: وهي الطاقة التي تعتمد في إنتاجها على النباتات وتستخدم في كافة أنحاء العالم، فهي تقوم على إطلاق كميات من غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يلوث الجو، ولكن مقابله تقوم النباتات بإزالة تأثيره من الجو.

الطاقة النظيفة وعلاقتها بالمناخ

أن العلاقة بين الطاقة النظيفة والمناخ علاقة متداخلة إلى أبعد الحدود، فلكل منهما تأثير قوي على الآخر، حيث أدى الطلب المتزايد على الوقود الأحفوري خاصة في العقود السابقة إلى تزايد الانبعاثات الكربونية، وهو ما أدى إلى ظهور مشكلة الاحتباس الحراري وحدوث تغيرات في المناخ العالمي.

ومن المتوقع حدوث تأثيرات سلبية على البنية التحتية لقطاع الطاقة نتيجة تغير المناخ، وذلك يرجع إلى الطقس الحاد الذي سيعمل على تعطيل مرافق النقل والإنتاج الخاصة بالطاقة، لذلك لابد من اتباع ثلاث مسارات للحد من هذه المشكلة، وهما:

• اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تداعيات الطقس الحاد وتأثيره على البنية التحتية للطاقة.
• الاعتماد على تقنيات احتجاز الكربون في صناعة الغاز والنفط.
• التوسع الهادئ في استخدام الطاقة المتجددة بالعديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة على المستوى العالمي.

تأثير التغيرات المناخية على الطاقة

وفقًا لتقرير التقييم الرابع للهيئة IPCC  فأن الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة عالميًا قد يرجع إلى الزيادة الكبيرة في تركيزات الغازات الدفيئة والتي تنتج عن النشاط البشري، كما تؤكد البيانات الحديثة أن استهلاك الوقود الأحفوري يعبر عن غالبية انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري عالميًا،  وقد أشارت معظم المنظمات الدولية إلى إمكانية حدوث اضطرابات كبيرة في المناخ خلال العقود التالية، وذلك في حال ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة زيادة الغازات الدفيئة، فقد تؤدي تلك التغيرات إلى:

• ارتفاع الطلب على التدفئة أو التبريد: أي من المحتمل حدوث موجات من البرد أو الحر القصوى، مما سيدفع إلى زيادة الطلب على التبريد أو التدفئة، وبالتالي تزايد الطلب على الوقود.
• تعطل محطات الكهرباء الحرارية: فقد تؤدي درجات الحرارة العالية إلى تشغيل محطات الكهرباء الحرارية بقدرة منخفضة أو إيقافها بشكل تام، وذلك بسبب عدم تحمل التوربينات البخارية أو الغازية درجات الحرارة العالية.
• انخفاض قدرات الطاقة الكهرومائية: من المتوقع أن تؤثر موجات الطقس الحاد على الدورة الهيدرولوجية والتي تؤثر بدورها على توليد الطاقة الكهرومائية، ففي معظم المناطق يمكن أن تتسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات هطول الأمطار في زيادة تبخر المياه وفقدانه وبالتالي انخفاض القدرة على توليد الكهرباء أو انقطاعها تمامًا.

خاتمة بحث عن الطاقة النظيفة وعلاقتها بالمناخ

في الختام بعد أن استعرضنا العلاقة المتبادلة بين الطاقة والتغيرات المناخية، لابد أن يتجه العالم نحو تبني مسارات متوازية تساعد على تحقيق الموازنة بين أمن الطاقة العالمي والحد من الانبعاثات الكربونية، وذلك لأن التخلص من الوقود الأحفوري ليس بالحل الممكن تحقيقه لما ينطوي عليه من إشكالات ضخمة على الصعيد الفني والاقتصادي. 

انضم لقناة الامتحان التعليمى تليجرام ليصلك كل جديد