الانضمام للامتحان التعليمي علي واتساب

من هنا


أبحاث وموضوعات تعبير

التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة والطاقة والمياه والصحة

إن تغير المناخ واحد من أهم قضايا البيئة في عصرنا والذي يضيف ضغوطا كبيرة على مجتمعنا وعلى البيئة، فقد أدت التغيرات المناخية إلى حدوث تأثيرات خطيرة في حالة الكوكب البيولوجية والجيولوجية والنظم البيئية، حيث كانت السبب في حدوث الكثير من المخاطر والتدميرات، وأصبحت بمثابة إنذار خطر للبشرية بأكملها، فقد أدت إلى فقدان التنوع الحيوي وحدوث ضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل ملحوظ، وخلال السطور التالية سنوضح تأثير التغيرات المناخية على القطاعات المختلفة.

ما المقصود بالتغيرات المناخية؟

يقصد بالتغيرات المناخية التحولات في درجات الحرارة وحالات الطقس، وقد تكون تلك التحولات طبيعية مثل التغيرات التي تحدث في الدورة الشمسية، ولكن السبب الرئيسي لحدوث التغيرات المناخية يرجع إلى القرن التاسع العشر نتيجة الأنشطة البشرية كحرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز والنفط، وينتج عن ذلك الحرق انبعاثات غازات دفيئة تشبه في عملها غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، وهو ما يؤدي بدروه إلى ارتفاع درجات الحرارة وحبس حرارة الشمس.

التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة

أدت التغيرات المناخية إلى التأثير على القطاع الزراعي، وذلك من عدة جوانب، أبرزها:

  • انخفاض الغلة وجودة الغذاء نتيجة الجفاف وموجات الحر وحدوث الفيضانات.
  • زيادة كمية الآفات ونسبة الأمراض التي تصيب النباتات.
  • فقدان الكثير من الأراضي الزراعية نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر.
  • زيادة نسبة الأراضي الصالحة للزراعة نظرًا لتراجع التربة الصقيعية.
  • انخفاض إنتاجية الزيتون والمانجو بشكل كبير خاصة في النصف الأول من عام 2022.
  • التغير في تركيب البيئة النباتية فيما يتعلق بوقت نمو بعض النباتات واندثار البعض الأخر.
  • حدوث تملح للأرض وزيادة احتياج المحاصيل للماء.
  • حدوث تغير في احتياجات الماء ومواعيد الزراعة وكم الإنتاج.
  • ارتفاع نسبة خطر انعدام الأمن الغذائي لمعظم الفئات الضعيفة، مثل الفقراء نتيجة قلة المحاصيل.
  • ذبول النباتات نتيجة موجات الحرارة الشديدة، والتي تسبب أيضًا فقدان الغلة إذا لم يتم الإسراع في الري.
شاهد أيضا  بحث عن أمن المعلومات والبيانات

التغيرات المناخية وتأثيرها على الصحة

 لقد كانت الصحة من القطاعات التي تأثرت بالتغيرات المناخية نظرًا لارتباط صحة الانسان بسلامة البيئة، فقد شكلت تلك التغيرات تهديدًا كبيرًا على حياة البشرية، ويظهر ذلك من خلال الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية والتي تتلخص في الآتي:

  • الأمراض الحساسة: تتمثل في الأمراض المنقولة بالنواقل، كحمى الدنج والملاريا وغيرها، وقد أدت التغيرات المناخية إلى حدوث تغيرات في البيئة الطبيعية وأماكن انتشار تلك النواقل، وبالتالي أحدثت تغيرات عالمية في وبائيات هذه الأمراض، وهناك أيضًا عدد من الأمراض التي تنتقل بالطعام والماء وأصبحت مصنفة ضمن أمراض المناخ الحساسة، وتتمثل الخطورة في أن معظم الأمراض تحمل طابع وبائي، وهو ما يشكل خطر كبير على صحة الملايين من البشر الموجودين في المناطق المتضررة من التغيرات المناخية.
  • أمراض القلب والجهاز التنفسي: تعتبر زيادة الملوثات الناتجة عن التغيرات المناخية من العوامل المؤثرة على الجهاز التنفسي للإنسان، وهو ما يؤدي إلى انتشار الأمراض التنفسية مثل الحساسية والربو، كذلك تتزايد المشكلات القلبية عند الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مثل كبار السن.
  • الحروق والإصابات: بعد اتساع النطاق الجغرافي المرتبط بحرائق الغابات وما ينتج عنه من خسائر في الأرواح، أصبحت تلك الظاهرة ممتدة في مناطق لم يشهدها العالم من قبل، كما أصبحت أكثر امتدادًا في المناطق التي شهدت هذه الحوادث من قبل، لذا أصبح هناك حاجه ماسة إلى وضع خطط استباقية لمواجهة هذه الحرائق ودراسة خطط التشجير للحد من الخسائر الفادحة التي تحدث في مثل هذه الأزمات.
  • الصحة النفسية: لقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وما يصاحبها من تغيرات في جودة الهواء يؤثران بصورة سلبية على صحة الفرد النفسية، وهو ما يؤثر بالمجمل على جميع جوانب حياة الفرد، وأكدت الدراسات أن درجات الحرارة العالية تعمل على تحفيز السلوك العدائي وزيادة معدلات العنف بين الأفراد وبعضهم البعض.
  • الأمن الغذائي والتسمم الغذائي: يشكل الغذاء أهمية كبيرة فيما يتعلق بصحة الانسان، وخاصة الفئات العمرية التي تحتاج إلى مكونات غذائية بعينها، وبعد التغيرات المناخية التي شهدها العالم أصبح هناك خطورة على جودة وكمية المحاصيل والإنتاج الزراعي، وهو ما سيؤدي إلى حدوث أزمة في توافر الطعام بشكل عام، والطعام الصحي بشكل خاص، لذلك أصبحت قضية الأمن الغذائي من القضايا المرتبطة بحل أزمة المناخ، أيضًا التغيرات الحادثة في درجات الحرارة أصبحت تشكل خطر كبير على سلامة الغذاء الذي يتم تداوله بين الأفراد وذلك بسبب سرعة نمو الكائنات الدقيقة المسببة للكثير من الأمراض المعدية في درجات الحرارة المرتفعة كالتسممات الغذائية، لذا هناك حاجه شديدة لتعديل البروتكولات العالمية المتعلقة بسلامة الغذاء.
شاهد أيضا  بحث عن ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء

التغيرات المناخية وتأثيرها على الطاقة



أشارت العديد من الدراسات الحديثة إلى أن التغيرات المناخية تؤثر بدورها على الطاقة، ويرجع ذلك إلى زيادة تكلفة المواصلات وعدم إمكانية الموردين  تلبية احتياجات الأفراد للطاقة نظرًا للظروف البيئية الغير متوقعة.

حيث يتوقف الاعتماد الكبير للتقنيات التي تستفيد من المصادر الطبيعية لإنتاج الطاقة الكهربية على مناخ المنطقة، وقد تعوق تلك التغيرات توفير الطاقة الكافية من أجل تشغيل هذه التقنيات، هذا إلى جانب تأثر تقنيات إنتاج الطاقة بتغير المناخ، حيث تؤثر درجات الحرارة العالية على طريقة عمل أنظمة التبريد، كما تقلل من جودة وكفاءة التوربينات في المحطات الحرارية.

وعلى الجانب الأخر يعمل تغير المناخ على زيادة الحاجة إلى الطاقة، فقد يزداد استخدام الأفراد لأنظمة التسخين والتبريد نتيجة الظروف البيئية الغير معقولة، كما سيزداد التنافس بين الشركات الموردة للطاقة والشركات التي تقوم بإدارة قطاعات مختلفة وتحتاج إلى العديد من المصادر، مثل الماء الذي أصبح من الأشياء النادر الوصول إليها نتيجة المناخ الغير مناسب.

شاهد أيضا  بحث عن ندرة المياه

التغيرات المناخية وتأثيرها على المياه

للتغيرات المناخية السريعة دورها الكبير في التأثير على مصادر المياه، حيث يشكل النقص الكبير في كمية المياه العذبة خطرًا على النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والترابط الاجتماعي، وما يزيد الأمر سوءًا هو أن هذا الوضع أصبح يزداد ويؤثر على كل ما يتعلق بالمياه من كمية وشكل  وترسيب، وفيما يلي بعض الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية:

  • تؤدي درجات الحرارة العالية إلى زيادة تبخر المياه في الجو والذي يزيد من قدرة الجو على حمل المياه، وهذا ما يؤدي إلى حدوث مواسم جريان قصيرة ومبكرة في المواسم الجافة.
  • أيضًا تؤدي زيادة التبخر إلى قلة مستوى الرطوبة في التربة والتي تساعد على زيادة نسبة تكرار الجفاف الحادث في المنطقة وارتفاع إمكانية حدوث تصحر، هذا بالإضافة إلى أن الانخفاض في نسبة الرطوبة في التربة ونسب الترشيح يؤدي إلى هبوط معدل التغذية في المياه الجوفية.
  • تؤثر التغيرات المناخية على مستويات البحر، فارتفاع مستوى سطح البحر يسبب انخفاض في طبيعة ووفرة المياه بالمناطق الساحلية، أيضًا يؤثر بالسلب على نوع المياه الجوفية عبر تسرب المياه المالحة إليها، هذا إلى جانب التأثير على دورة المياه في المناطق الساحلية وهو ما يقلل من تدفق المياه العذبة ويؤدي إلى انخفاض نسبة المساحات المائية العذبة.
  • يساهم نقص موارد المياه في زيادة أسعار فواتير المياه الشهرية للعملاء وخدمات توصيل المياه للمنازل والشركات.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد


تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. X
X